كِتابي كَنزُ عِلْمٍ وَ اتِّزَانِ ... وَ صَرحٌ يَعتلي كُلَّ الْمَباني

أهلاً بك في موقع دار الأشعار

أهلاً بك في موقع دار الأشعار
دار الأشعار موقع أصيل فريد يحتوي على قصائد متنوعة في شتى مجالات الحياة
أحدث الأشعار

نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا

نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا


دار الأشعار، رافع آدم الهاشمي، أروع قصيدة في رثاء سيدنا الإمام الحسين، أشعار جديدة، قصائد الشعر الفصيح، أشعار الأدب العربي، أشعار الرثاء، شعر، قصيدة
دار الأشعار شعر و إلقاء رافع آدم الهاشمي نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا


.........

أروع قصيدة في رثاء سيدنا الإمام الحسين، دالية الحسين المئوية، القصيدة المئوية الرابعة، أشعار جديدة، قصائد الشعر الفصيح، أشعار الأدب العربي، شعر و إلقاء رافع آدم الهاشمي، و المزيد في هذا المحتوى، نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا، من أشعار الرثاءأجوبة ألايكا الشاملة، في دار الأشعار

.........


نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا:

شاهد الفيديو التضميني التالي:


  

.........

رابط هذا الفيديو في قناة دار الأشعار على يوتيوب ... من هنا

 

نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا

شعر و إلقاء:

رافع آدم الهاشمي

(القَصِيدَةُ المئَوِيَّةُ الرابعة، داليَّةُ الحُسين المئويَّة)

تتأَلّف من (200) مائتين بيتاً

من الشّعر العموديّ الفصيح

قُل:

(مَا شاءَ اللهُ لا قوَّةَ إِلّا بالله)

 

فَاضَتْ سَمَاءُ اللهِ صَوتَاً أَرعَـدَا

وَ غَدَتْ دِمَاءُ البَحرِ نارَاً أَزبَـدَا

وَ كَسَا الرُبُوعَ بكُلِّ غَيظٍ طَارِقٌ

قَد أَيقظَ الصُمَّ اِحتِجَاجَاً أَولَـدَا

وَ رَثــَتْ غُصونٌ في دَوِيٍّ قَاصِمٍ

قَد أَوغَلَ الوِلدَانَ عُمْرَاً أَبلَـدَا

وَ مَحَتْ قِلاعُ الآهِ في لُبِّ الدُجَـى

قَصرَاً مِنَ الأَعبَاقِ كَانَ مُشَيَّدَا

وَ أَتَتْ دُموعٌ سَاكِبَاتٌ تَشتَكِـي

أَلَمَاً تَفَاقَمَ وَ اَستَمَرَّ مُخَلَّـدَا

وَ نَمَتْ بأَطَلالِ المآثِرِ صَرعَةٌ

هَدَّتْ جِبَالاً وَ اَستَدَامَتْ سُؤدَدَا

وَ عَلَتْ جِبَاهَ الشُمِّ أَفئِدَةٌ رَمَتْ

مِنْ قَيحِهَا مَا أَوهَنَتْ مَنْ خَلَّـدَا

وَ سَمَتْ عَلى هَامِ الرُبَا في وَابلٍ

أَنــَّاتُ أَشلاءٍ لِتُحِيي مُولِـدَا

وَ تَمَازَجَتْ بَينَ الرَميمِ نوَابغٌ

سَبَقَتْ بدَهرٍ في الثــَرَى مَن شَيَّـدَا

وَ تَوَاصَلَتْ بَينَ الْجُروحِ مَدَامِــعٌ

مِنهَا الأَسَى أَودَى بمَا قَد فُنِّـدَا

وَ تَسَاقَطَتْ كِسَفٌ مِنَ الآلامِ في

حُزنٍ مَحَا مَنْ كَانَ صَخرَاً أَجلَـدَا

وَ رَوَتْ رِيَاضَ الذِكرَيَاتِ وَقَائِــعٌ

مَلأَتْ بقَيءٍ قَد أَفَاضَ مَوَائِـدَا

وَ تَوَاكَبَتْ مِن غَيرِ أَمرٍ جَاءَهَا

جَمٌّ مِنَ الأَترَاحِ كَانتْ حَاصِدَا

وَ تَلاطَمَتْ في يَمِّ تَارِيـخٍ بَكَـى

أَموَاجُ شَوقٍ ظَلَّ يَحكِي سَارِدَا

وَ تَرَفَّعَتْ كُلُّ البــِحَارِ تأَسُّفَاً

عَن أَن تَكونَ لِكُلِّ نَهرٍ مَورِدَا

وَ تَدَحرَجَتْ مِن عَالـيٍّ شُهُبٌ لَهَـا

نَارٌ تُحَرِّقُ مَا اَستَطَابَ مَحَامِدَا

وَ تَعَاقَبَتْ كُلُّ الْمَصَائِبِ وَ هِـيَ لا

تَخشَى اِعتِقَالاً رَامَهَا وَ مُطَارِدَا

وَ تَوَسَّدَتْ كُلُّ الْمَقَابرِ دَمعَةً

قَد أَشعَلَتْ في القَلبِ حُزنَاً جَامِدَا

وَ تَوَسَّلَتْ بالوَجدِ أَفكَارٌ وَشَتْ

مَن عَقَّهَا وَ غَدَا لِسُوءٍ وَاجِدَا

وَ تَوَطَّنَتْ بَينَ الْحَشَاشَةِ وَخزَةٌ

أَمسَتْ تُعَانِقُ شَهقَةً مَنْ جَاهَدَا

وَ تَوَسَّمَتْ بالفَجرِ أَقمَارٌ نَعَتْ

ضَوءً تَلأَلأَ ثــُمَّ صَارَ مُطَارَدَا

وَ تَرَعرَعَتْ في القَلبِ أَشجَانٌ رَعَتْ

حُزنَاً تَفَجَّرَ بَاكِيَاً وَ مُعَاوِدَا

وَ تَرَبَّعَتْ في عَرشِ أَسقَامٍ وَعَتْ

آلامُ جُرحٍ يَستَثيرُ مَوَاقِدَا

وَتَشَعشَعَتْ في الفِكرِ أَنباءٌ سَعَتْ

في كَشفِ أَورَاقٍ تُعَدُّ مَوَارِدَا

وَ تَحَطَّمَتْ في العَقلِ أَوهَامٌ لَهَا

صَوتٌ عَلا فيمَا مَضى مُتَبَاعِدَا

وَ تَفَاجَئَ الحُكَّامُ حِينَ قَرَارِهِم

إِذ صَارَ مَصدَرُهُم هَوَىً وَ مُفَنَّدَا

وَ تَنَاغَمَتْ كُلُّ الْمَرَاجِعِ وَ اَقتَفَتْ

إِثرَ الْحَقَائِقِ حَيثُ أَوعَتْ أَرشَدَا

وَ تَرَاقَصَتْ عِندَ الْجِرَاحِ مَوَاجِعٌ

أَحيَتْ نَزِيفَاً غَائِرَاً وَ تَوَاجَدَا

وَ تَأَقلَمَتْ كُلُّ الوُحُوشِ بغَابَـةٍ

إِذ قَد غَدَتْ أَن تَجني خَيرَاً مُحتَـدَا

وَ تَعَلَّمَتْ مَن غَابَ عَنهَا فِهمُهَا

فَدَعَتْ لِغَورٍ كَانَ قَبلُ مُجَمَّـدَا

وَ تَبَسَّمَتْ أَنيَابُ ضِرغَامٍ طَوَى

في سُرعَةٍ مَا كَانَ يَعلُو الْفَرقَـدَا

وَ تَعَفَّنَتْ قِصَصٌ مِنَ الْمَاضي اِنتَهَتْ

في كِذبَةٍ كَرِهَتْ بهَـا مَن زَاوَدَا

وَ تأَزَّمَتْ بَينَ الْمَسَامِعِ صَيحَةٌ

ظَنَّتْ بأَنَّ الْحَقَّ كَانَ مُقَلَّـدَا

وَ تَبَدَّلَتْ فَوقَ الوُجُوهِ مَلامِـحٌ

وَضَعَتْ قِنَاعَاً صَارَ قَسرَاً مُبعَـدَا

وَ تَلَوَّنَتْ كُلُّ الْثِمَارِ تَتَاليَـاً

بدِمَائِهَا وَ غَدَتْ تَعِيشُ تَمَجُّدَا

وَ تَقَسَّمَتْ بَينَ الْبَوَاسِلِ خِبرَةٌ

في الحَربِ أَضحَتْ مَعْلَمَاً وَ مُجَنَّـدَا

وَ تَرَحَّمَتْ كُلُّ الأَرَامِلِ وَ اَحتَمَتْ

في ظِلِّ مَن لا زَالَ ذَاكَ مُهَنَّـدَا

وَ تَكَلَّمَتْ مِن غَيرِ نُطقٍ رَابــِضٍ

أَفوَاهُ صِدقٍ تَستَعِيدُ شَوَاهِدَا

وَ تَظَلَّمَتْ بَينَ الوَسَاوِسِ شَمعَةٌ

فَقَدَتْ مُحِبَّاً رَامَهَا وَ مُزَاوِدَا

وَ تَخَيَّرَتْ بَينَ الصَوَامِعِ بَهجَةٌ

فَقَدَتْ عَشِـيقَاً قَادِرَاً وَ مُجَنِّدَا

وَ تَغَيَّرَتْ كُلُّ الأَوَاصِرِ صَوَلةً

وَ مَضَتْ تَهُدُّ بكُلِّ جِسرٍ شُيِّدَا

وَ تَهَشَّمَتْ كُلُّ الْمَرَاكِبِ وَ اَرتَمَتْ

في قَعرِ بَحرٍ رَامَ يَومَاً مِقوَدَا

وَ مَشَتْ بلَدمٍ ثاكِلاتٌ قَد أَبَـتْ

قَتلاً أَصَابَ حَمَامَةً أَو هُدهُدَا

وَ تَدَافَعَتْ كُلُّ الملائِكِ حُرقَةً

وَ بَدَا زئيرٌ غَاضِبٌ وَ تَـرَدَّدَا

وَ بَكَتْ دُموعٌ لاهِبَاتٌ قَد جَرَتْ

في غَضبَةٍ جَعَلَ الفُؤادَ مُسَوَّدَا

وَ تَوَسَّدَتْ كُلُّ الْمَبَاسِم قَبضَةً

في ضَربهَا رأَتِ الجوَابَ مُسَدَّدَا

وَ أَتى أَمينُ الوَحيِّ جِبريلٌ لِكَـي

يُعلِي بُكَاءً صَارِخَاً مُتجَدِّدَا

فَقَد اِكتوَى قَلبُ النبيِّ مُحمَّدٍ

وَ مَضَى الفُؤادُ بمَا جَرى مُتَوَقِّـدَا

إِذ سَالَ مِن نَحرِ الْحُسينِ عَلى الثرَى

سِلسَالُ طُهرٍ مِن دِمَاءٍ تُفُتَـدَى

في أَرضِ كَربٍ بالبَلاءِ تَوَّحَدَتْ

وَجَدَ الفَسَادَ بهَا وَ ظَلَّ مُعَدَّدَا

مِن حَولِهِ الآلافُ قَد رَكِبُـوا الهَوَى

ظَلُّوا وَ ظَنَّوا الظُلمَ دُرَّاً عَسجَدَا

حَمَلوا السيوفَ بسُمِّ حِقدٍ غَائِـرٍ

وَ كَسَتْ ضَغَائِنُهُم مُرَادَاً أَسـوَدَا

وَ تَدَفّقوا كَالسَيلِ في يَومِ الحِمَـى

وَ الكُفرُ في جَمعِ العِدَى ذا قَد بَـدَا

قَتَلوا الْحُسينَ السِبطَ وَ هُوَ اِبنُ التُقَـى

وَ زَهَوا بوَجهٍ قَد رأَوهُ مُكَمَّـدَا

قَتلوا اِبنَ فاطِمَةَ البَتولَ وَ مَا رَعَوا

مِن حُرمَةٍ عَبَدَتْ إِلَهَاً أَوحَدَا

غَضِبَ الإِلَهُ لِجُرمِهِم إِذ قَد أَتوا

كُفرَاً صَرِيحَاً وَاضِحَاً مُتعدِّدَا

غَدَروا بأَطهَرِ مَن أَتاهُم حِينَها

سِبطٌ إِمَامٌ زَادَ نوراً أَجوَدَا

جَمَعوا الحِرَابَ مَعَ الضَغَائِنِ كُلِّهَا

وَ غَدَتْ خِيَانتُهُمْ سَعِيرَاً مُزبـدَا

قَتَلوا الكِرَامَ مِنَ الهَوَاشِمِ وَ امتَطوا

ظُلمَاً عَظيمَاً زادَ فِسقَاً مُرفِدَا

وَ مَضى أَبَالِسَةُ الزَّمَانِ بجمعِهِمْ

نحوَ الْحُسينِ وَ قَد أَتَاهُمْ مُرشِدَا

هَذا بسَهمٍ حَاقِدٍ يَرمِي عَلى

جَسَدِ الْحُسينِ وَ لا يَرَى إِلَّا العِدَا

وَ كَذا سِوَاهُ مِنَ الغَوَادِرِ يَطعَنوا

بالسَيفِ أَحشَاءَ الْحُسينِ مُرَدَّدَا

وَ بكُلِّ حِقدٍ كَافِرٍ قَد قَطّعوا

أَوصَالَ نورٍ ظَلَّ دَومَاً أَعبَـدَا

ثــُمَّ استَطَابَ الشِمرُ مَن فَجَعَ السَّمَا

نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا

لِلَهِ دَرُّكَ يَا حُسينُ أَبَتَاهُ يَـا

رمزَ التُّقَى وَ الْمُنتَقَى فَتَوَحَّدَا

يَا مَن ظُلِمتَ وَ قَد غُدِرتَ وَ هُم بنو

غَدرٍ وَ ظُلمٍ صَارَ لَيلاً أَكمَدَا

آهٌ إِليكِ أَكَربَلاءُ بمَا جَرَى

في أَرضِكِ الّتي مَا اَستَجَابَتْ أَمجَـدَا

آهٌ إِليكِ أَبندَ غَدرٍ قَاتِـلٍ

في صَمتِ صوتِكِ مَن يَخَافُ مِنَ الصَدَى

آهٌ إِليكِ أَمَن رَضِيتِ بمَا مَضَى

وَ بَدَا بذلكَ في بَلائِكِ أَقوَدَا

كَيفَ اِستَطعَتِ بأَن تَرَينَ وَ تَصمُتي

جَسَدَ الْحُسينِ عَلى العَرَاءِ مُمَدَّدَا؟!

أَفَهَل عُمِيتِ أَمْ اِستَطَبتِ مَقَاتِـلاً

أَودَتْ كِرَامَاً صَادِقينَ وَ أَزهَدَا؟!

عَجَبَاً لأَرضٍ ترتَوِي بدِمَاءِ مَنْ

رَامَ اِعتِدَالاً بَعدَمَا قَد أَوجَدَا!

عَجَبَاً لأَرضٍ تَرتَضِي قَتَلَ الَّـذي

رَغِبَ السَّلامَةَ وَ اَستَقَامَ مُمَهِّـدَا!

عَجَبَاً لأَرضٍ لا يُرَى مِنهَا الوَفَـا

وَ مَضَتْ تُسَايرُ خَائِنَاً بَلْ فَاسِدَا!

عَجَبَاً لأَرضٍ تَحتَوِي برِحَابهَـا

جَيشَاً مِنَ الفُسَّاقِ جَاءَ تَمَـرُّدَا!

عَجَبَاً لأَرضٍ مَا اَرتَجَتْ غَيرَ البَـلا

أَودَت كِرَامَاً طَاهِرِينَ تَعَمُّدَا!

عَجَبَاً لأَرضٍ طَالَمَا هِيَ أَنجَبَـتْ

شَرَّاً عَنِ الْخَيرَاتِ ظَلَّ مُبَاعِدَا!

عَجَبَاً لأَرضٍ لا تُرِيدُ مَفَاخِرَاً

وَ تَرَى الطِعَانَ بكُلِّ غَدرٍ مُسعِدَا!

يَا كَربَلاءُ أَلا تَرَينَ هَوَاشِمَاً

هَشَمُوا الثــَريدَ لِكُلِّ رَامٍ عَامِدَا؟!

أَمْ تَمتَطِينَ الْجَهلَ في لَيلٍ طَغَى

مُتَجَبِّرَاً مُتَكَبِّرَاً مُتَفَرِّدَا؟!

أَمْ كُنتِ في دَرَكِ الْجَهَالَةِ نائِـمٌ

بجِوَارِكِ الْجُهَّالُ كُلٌّ أَرمَدَا؟!

أَمْ غِبتِ في نَفَقِ الْمَفَاسِدِ رَغبَـةً

عَشِقَتْ طَعَامَاً نافِقَاً وَ مُقَدَّدَا؟!

أَمْ كُنتِ مِن بَينِ السُّعَاةِ إِلى الفَنَا

وَ قَد اِحتَسَبتِ بذا مَصيرَاً بَائِدَا؟!

أَمْ مَا اَقتَنَعتِ بأَنَّ مَن سَمَكَ السَّمَا

مِن غَيرِ أَعمِدَةٍ عَليمٌ شَاهَدَا؟!

أَمْ قَد كَفَرتِ بخَالِقٍ خَلَقَ الـوَرَى

ثــُمَّ اَقتَنَعتِ بأَنَّ كُفرَكِ رَاوَدَا؟!

أَمْ قَد وَجدَتِ الْجَورَ حَظَّاً نَاجِعَاً

ثــُمَّ اعتَقَدتِ بذا اِبتِهَاجَاً وَاعِدَا؟!

أَمْ قَد رَضِعتِ خِيَانةً وَ تَفَنُّنَـاً

في قَتلِ أَكرَمِ مَن أَتاكِ تَفَرُّدَا؟!

أَمْ قَد عَلِمتِ بأَنــَّكِ الَّتي لا تَـرَى

يَومَاً سَعِيرَاً حَارِقَاً وَ مُكَابــِدَا؟!

أَمْ قَد عَهِدتِ مِنَ الإِلَهِ مَكَارِمَاً

حَمَلَتْ إِليكِ بذا اِعتِذَارَاً زَائِـدَا؟!

أَمْ قَد حَظِيتِ بمَا أَصَابَكِ مُرغَمَـاً

فَبَدَا مَكَانُكِ في جِنَانٍ خَالِـدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن قُتِلَ اِنتِهَاكَاً كَانَ مِنْ

آلِ النَبيِّ الْمُصطَفَى وَ قَد اِهتَدَى؟!

أَوَ لَيسَ مَن ذُبــِحَ اِنتِقَامَاً كَانَ في

رَكْبِ الطَهَارَةِ صَادِقَاً وَ مُسَاعِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن طُعِنَ اِغتِرَارَاً ظَلَّ في

مِحرِاَبهِ الوَهَّاجِ دَومَاً زَاهِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن سَحَقَتْ جُموعٌ صَدرَهُ

قَد كَانَ في الليلِ البَهِيمِ مُجَـوِّدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن وَطأَتْ خُيولٌ وَجهَهُ

قَد كَانَ مِغوَارَاً أَبيَّاً سَاجِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن لَقِيَ الْحَوَافِرَ عِنوَةً

قَد كَانَ يَحذو حَذوَ طَاهَا وَ اقتَـدَى؟!

أَوَ لَيسَ مَن قُلِعَتْ أَنامِلُهُ الَّتي

فَاضَتْ دَمَاً قَد كَانَ دَومَاً عَابــِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن دَخَلَتْ سِهَامٌ قَلبَهُ

قَد كَانَ في الإِسلامِ حُبَّاً عَاقِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن شَقَّتْ حِرَابٌ ظَهرَهُ

قَد كَانَ بالإِيمَانِ يَعبُدُ وَاحِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن طَعَنَتْ سُيوفٌ خِصرَهُ

قَد كَانَ للإِحِسَانِ دَومَاً رَافِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن مُنِعَ الْمِيَاهَ عَلى الْظَمَا

قَد جَادَ بالإِكرَامِ وَ هُوَ عَلى الهُدَى؟!

أَوَ لَيسَ مَن قُطِعَتْ أَكُفُّ عَضِيدِهِ

قَد كَان لِلعَبَّاسِ فَذَّاً رَائِـدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن قُتِلَ الرَضِيعُ بكَفِّهِ

قَد كَانَ في سَبقِ الْمَكَـارِمِ وَارِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن سُبــِيَتْ حَرَائِرُ بَيتِهِ

قَد كَانَ في الأَشرَافِ رَمزاً مَاجِدَا؟!

أَوَ لَيسَ مَن خَلَقَ الْخَلائِقَ كُلَّهَا

عَلِمَ الْمَصَابَ بمَا أَصَابَ مُشَاهِدَا؟!

يَا أَرضَ كَربٍ وَ اَبتِلاءٍ دَائِـمٍ

يَكفِيكِ دَهرَاً حَلَّ فِيكِ مُعَانِـدَا

يَكفِيكِ جُرْحَاً نَازِفَاً لا يَنتَهِـي

زَادَ اِحتِضَارَاً جَاهِرَاً وَ مُرَاوِدَا

يَكفِيكِ ظُلْمَاً صَارِخَاً مُتَطَايرَاً

رَامَ اِنتِقَاصَاً ثــُمَّ زَادَ تَشَدُّدَا

يَكفِيكِ وَأَدَ الثائِرِينَ تَبَجُّحَـاً

وَ الثاكِلاتُ تُزَادُ فِيكِ تَشَرُّدَا

يَكفِيكِ إِسعَادَ الطُغَاةِ وَ نَصرِهِم

وَ الْحُرُّ فِيكِ اِزدَادَ قَتلاً مَارِدَا

يَكفِيكِ إِغرَاقَ النُّفُوسِ إِذا أَتَـتْ

تَشكُو إِليكِ الْظُلمَ صَوتَاً نَاشَدَا

يَكفِيكِ هَتكَ حَرَائِرٍ قَاسَينَ مِنْ

أَلَمٍ مَرِيرٍ زَادَ جُرْحَاً رَاكِدَا

تَبكِي الْنَجِيبَةٌ حُرقَةً وَ تَقَطُّعَاً

مِنْ فَاجِرٍ حِينَ اِعتَلاهَا وَ اَعتَدَى

قَد جَاءَهَا الْجَلَّادُ لَيلاً عَابــِثاً

في عِفَّةٍ سَالَتْ كَمَا سَالَ الْنَـدَى

يَطَأُ الْحَرَائِرَ مَا اَستَطَابَ وَ لَيسَ مِنْ

شَيءٍ يُمَانِعُ مَا يُرِيدُ فَعَاوَدَا

يَهَبُ الْمَوَاجِعَ وَ الْمَوَاضِعُ قَد غَدَتْ

مِن قَهرِهَا صَوتَاً خَبَا وَ مُنَاشِدَا

لا يَستَحِي مِمَّا أَتَى أَو يَنتَهِـي

أَو أَن يَكونَ بسَاعَةٍ هُوَ هَامِدَا

بَلْ يَستَزِيدُ العِهرَ عِهرَاً فَاجِعَاً

إِن كَانَ هَذا وَاقِفَاً أَو قَاعِدَا

يأَتِي الْمُخَدَّرَةَ الْعَذابَ مُضَاعَفَاً

نحوَ اِغتِصَابٍ زَادُهَا إِن زُوِّدَا

فَتَرَى الكَسِيرَةُ هَولَ مُعتَقِلٍ لَهَا

فَعَلَ الفَوَاحِشَ وَ هُوَ كَانَ مُمَهَّدَا

إِذ تَارَةً يَمضِي بلَهوٍ صَاخِبٍ

قَلَعَ الَّذي قَد كَانَ مِنهَا نَاهِدَا

بَل تَارَةً يَدنو بسَيفٍ طَاعِنٍ

قَد كَانَ قَبلَ دُنوِّهِ ذا غَامِدَا

يَضَعُ الْحِرَابَ بمَا يَشَاءُ وَ يَشتَهِـي

وَ كَذا اِنتِهَاكَاً تَارَةً وَجَدَتْ يَـدَا

مِن كُلِّ لَونٍ بالعَذابِ أَتَى بهَا

وَ لَقَد أَجَادَ بمَا أَرادَ وَ سَدَّدَا

وَ إِذا الصُراخُ اِزدَادَ مِنهَا مُعلِناً

مَوتَاً سَرِيعَاً قَادِمَاً لَنْ يُحمَدَا

وجَدَتْ مِنَ الآهَاتِ مَا لا يَنتَهِـي

حَمَلَتْ بهَا قَلبَاً وَ سَوطَاً جَلمَدَا

يَمضِي بهَا الْجَلَّادُ نحوَ مَصَارِعٍ

قَد عَدَّهَا الْجَلَّادُ هَذا مُعبَـدَا

شَهَدَتْ مَخَالِعَ حُجرَةٍ في قَعرِهَا

جُثــُثٌ رجَتْ يوَماً تَرَى مَن أَنجَدَا

يأَتِي الفَرِيسَةَ مَا اشتَهَى مِنهَا وَ لا

يَزدَادُ إِلَّا فَاحِشَاً مُتَوَاجِدَا

قَد قَادَهَا الْجَلَّادُ مُكرَهَةً إِلى

فُحشٍ يَزِيدُ عَنِ الْحَيَاءِ تَبَاعُدَا

إِذ تَستَجِيبُ مِنَ السِيَاطِ وَ تَمتَطي

نارَاً كَوَتْ شَرَفَاً عَتِيدَاً خَامِدَا

تَذوِي بصَمتٍ خَاضِـعٍ مُتَذَلِّلٍ

وَ الْبُلبُلُ الْمَسجُونُ خَنقَاً غَـرَّدَا

تَبكِي كَطِفلٍ مُثقَلٍ أَحزَانــُهَا

تَبقَى وَ إِن دَهرٌ لَهَا قَد هَدهَدَا

في قَلبهَا نَبضٌ يُجَابهُ طَاغِيَـاً

قَد ظَلَّ رُغمَ الْجُرحِ دَومَاً صَامِدَا

نارُ العَذابِ بهَا اَستَفَاقَتْ وَ اَرتَقَتْ

وَ الصَبرُ فِيهَا صَارَ طَيرَاً صَاعِدَا

فَقَدَتْ أَمَانَ العَيشِ بَينَ حَمَائِـمٍ

وَ العَقلُ فِيهَا صَارَ رِيشَاً شَارِدَا

وَأَدَتْ مِنَ الأَحلامِ أَبهَى مَا اَرتَجَتْ

وَ غَدَتْ مِنَ الآمَالِ شَيئاً فَاقِدَا

سَكَبَتْ أَنينَاً وَ اَستَرَابَ حَنينُهَا

فَحَيَاتُهَا بشَبَابهَا ذهَبَتْ سُدَى!

شَرِبَتْ دُموعَاً بانهِمَارٍ قَد جَرَتْ

وَ بَقَتْ عَلى الأَحزَانِ عَصرَاً شَاهِدَا

في كُلِّ أَرضٍ كَربَلاءُ تَجَدَّدَتْ

وَ الْظُلمُ فيهَا ظَلَّ جُرحَاً رَاقِدَا

وَ بكُلِّ يَومٍ سَامِعي تَجِدِ الَّـذي

بالطَفِّ دَارَ لَقَد غَدَا ذا عَائِدَا

يَا مُنكِرَاً أَنَّ الحُسينَ مُضرَّجَاً

بدَمِ الإِمَامَةِ في العَرَاءِ تَبَدَّدَا

لا تَدَّعي أَنَّ الحَقَائِقَ ذِي ذَوَتْ

كَي لا تَكُن مِمَّن هَوَى قَعرَ الرَدَى

أَوغِلْ بأَسفَارٍ بَكَتْ وَ تَوَاتَـرَتْ

وَ اقرَأَ بهَا مَا كَانَ فيهَا مُسرَدَا

وَ اَفهَمْ مِنَ التَّارِيخِ سِرَّاً خَافِيَـاً

يَجعَل ضَمِيرَكَ لِلدَقَائِقِ مِبرَدَا

وَ اَعمَل بمَا قَالَ الإِلَهُ وَ لا تَخَفْ

جَمعَاً مِنَ الأَعدَاءِ هَبَّ وَ مُفرَدَا

إِنَّ الرِّجَالَ المؤمِنينَ قُلوبُهُمْ

أَسَدٌ هِزبرٌ كَانَ شِبلاً أَمرَدَا

شَرِبَ الشَجَاعَةَ وَ التَفَنُّنَ في الوَغَـى

وَ مِنَ النَجَابَةِ دَائِمَاً مُتَـزَوِّدَا

فَغَدَا بذلكَ في الحُروبِ مُحَارِبَـاً

صَرَعَ الخُصومَ بغَضبَةٍ مُتَشَدِّدَا

حَمَل اِرتِعَابَاً في النُّفوسِ إِذا أَتــى

هَدَّ الفَرَائِصَ ثــُمَّ رُعبَاً جَدَّدَا

يَا طَفُّ كَمْ أَغدَقتَنِي جُرحَاً وَ هَلْ

إِلَّا ثرَاكَ قَد اِستَبَاحَ مُجَـرَّدَا؟!

تَبَّاً لِحَصبَاءٍ بتُربكَ أَسرَعَتْ

قَتلَ الحُسينِ وَ قَد أَحَاطَتْ أَجرَدَا

في كَثرَةٍ غَلَبَتْ شَجَاعَةَ قَائِـدٍ

غَدرَاً وَ لَمْ يَكُنِ الّذي مُتَـرَدِّدَا

هِيَ صَرخَةٌ تَحيَا بلُبٍّ غَاضِبٍ

قَد أَشعَلَتْ فِيَّ اِنتِفَاضَاً مُرعِدَا

يَا صَاحِبَيَّ الْجُلُّ خَوَّانٌ فَـلا

تَثِقَا بكَذَّابٍ بذا فَتَـزَوَّدَا

أَلَمٌ بقَلبيَ زَادَني طَعناً وَ قَد

لَبسَ الثيابَ السُودَ دَومَاً وَ ارتدَى

يَبكي فُؤادِيَ في زَئيرٍ دَائِـمٍ

يَرجُو اِنتِقَامَاً صَارِخَاً مُتَفَقِّدَا

مِمَّن أَتى أَبتي الْحُسينَ فَواجِعَاً

فَجَعَتْ كَذلكَ قَلبَ جَدِّيَ أَحمَدَا

عَمَّاهُ ثأَرُ اللهِ يَا مَهدِّيُّ قُمْ

وَ اجعَل صَهِيلَ الخَيلِ يَومَاً أَسعَدَا

وَ ارفَع مِنَ الرَاياتِ عَدلاً زاخِرَاً

جَعَلَتْ سَعيرَ الحَربِ ثلجَاً أَبـرَدَا

وَ ارَحَمْ أَنيناً مَا استَكَانَ بلَحظَةٍ

مِن أُمِّنَا الزَهَرَاءِ ظَلَّ مُمَجَّدَا

أَنقِذ جِرَاحَاً مَا اَستَطَاعَتْ غَفوَةً

في بَحرِهَا الدَمعُ الغَزِيرُ تَعَوَّدَا

بَكَتِ العُيونُ الوَارِمَاتُ مِنَ الّـذي

قَد صَبَّ فَوقَ الطُهرِ حِقدَاً أَوغَدَا

يَا غَدرُ كَمْ تَغِضِ الْمَشَاعِلَ عِنوَةً

تأَتي اِنتِهَاكَاً سَافِرَاً فَتَعَدَّدَا

تَرجُو اِنتِقَاصَ الأَكرَمينَ وَ وأَدِهِم

وَ مَعَ الضَلالَةِ كُنتَ عَبدَاً أَكبَـدَا

تَبغِي اِعوِجَاجَاً في فَسَادٍ لِلوَرَى

وَ تَرَى المآسِيَ خَدَّهَا مُتَوَرِّدَا

إِيَّاكَ أَن تَهِبَ الحَيَاةَ مَوَاجِعَاً

وَ تَخوضَ أَمرَاً كَاذِبَاً مُتَزَهِّدَا

يَا غَدرُ إِنَّ اللهَ يَعلَمُ إِنــَّمَا

يُمدِد بطُغيَانٍ لِيُعمِهَ أَوغَدَا

فَلتَرتَقِبْ سَيفَاً بعَدلٍ قَـادِمٍ

حَتمَاً سَيظهَرُ يَومَنَا ذا أَو غَدَا

سَيفٌ سيثأَرُ لِلحُسينِ وَ يَحتَذي

هَدَفَاً نبيلاً شَامِلاً وَ مُحَدَّدَا

يَجرِي كَبرقٍ خَاطِفٍ لا يَنتَشـي

إِلَّا إِذا عَادَ السَّلامُ مُجَدَّدَا

يُحيي الشَرَائِعَ بعدَ موتٍ فَاجـعٍ

لِيرَى الأَنامُ الدِّينَ أَمناً أَرفَدَا

إِذ ذاكَ يَحيى النَّاسُ في خَيرٍ زَهَـى

طَرَبَاً بعَدلٍ مَاتَ ثــُمَّ تَجدَّدَا

عَمَّاهُ يَا أَمَلاً يَلوحُ بقَادِمٍ

آتٍ سَرِيعَاً وَ هُوَ حَتماً يُقتَدَى

مَهديُّ يَا شَمسَ الشموسِ وَ ضَوءَهَا

أَنتَ الْمُنَى وَ الْمُرتَجَى وَ الْمُهتَدَى

تَبقَى عَلى كُلِّ الخَلائِقِ قَائِدَاً

أَنتَ الشَفيقُ الْمُحتَذَى طولَ الْمَدَى

أَنتَ الَّذي قَد زِدَّتَ نورَاً طَاهِرَاً

أَنتَ الْحَبيبُ وَ أَنتَ أَنتَ الْمُفتدَى

قَسَمَاً بمَن خَلَقَ الخَلائِقَ إِنــَّنـي

لَولا الحُسينُ لَمَا مَضَيتُ مُغَرِّدَا

فَلتَسمَعِي صَوتي لَعلَّكِ ترجِعِـي

يَا أُمَّةَ الإِسلامِ نبعَاً سَرمَدَا

يَكفِي جِرَاحَاً تَستَغيثُ وَ تَكتَـوِي

أَلَمَاً غَدَا وَ الْغَوثِ ذا مُتَوَحِّدَا

فَلتُسعِدي قَلبَ النَبيِّ الْمُصطَفَـى

وَ تُرَدِّدي دَومَاً فَدَيتُ مُحَمَّدَا

وَ لَتَنهَضِي في قُوَّةٍ جَبَّارَةٍ

فِيهَا القُلُوبُ غَدَتْ جَمِيعَاً سَاعِدَا

صُبِّي العَذابَ عَلى الفَوَاجِرِ وَ اَمتَطِـي

رُعبَاً يُمِيتُ الكَافِرِينَ وَ حَاقِدَا

هُبِّي اِنتِصَافَاً وَ اَنتِصَارَاً لاذِعَاً

قَد غَيَّضَ الأَعدَاءَ أَفقَأَ حَاسِدَا

وَ لَتَردَعِي كُلَّ الْطُغَاةِ وَ تَمسَحِـي

بَحرَاً مِنَ الآهَاتِ زَادَ تَسُّودَا

وَ لَتَرفَعِي كُلَّ الْمَوَاجعِ دَفعَةً

في صَولَةٍ بالخَيرِ تَبغِي مُعَاهِدَا

وَ لتُسعِفِي الأَنصَارَ مِمَّا قَد أَتـى

أَحِيي الَّذي يَومَاً أَتَاكِ وَ سَاعَدَا

وَ لتُطفِئي ظَمَأَ العَطَاشَا كُلِّهِم

كَي يَشرَبُوا مَاءً زُلالاً بَـارِدَا

إِنَّ اِنتِصَارَ الحَقِّ أَمرٌ لازِمٌ

لا لا تَهَابي الْعِلجَ أَو مَن عَاندَا

مَعَكِ الرِّجَالُ الْمُؤمِنونَ جَمِيعُهُم

كُلٌّ غَدَا لَكِ نَاصِحَاً وَ مُجَاهِدَا

فَهُم الأُسودُ القَادِرونَ بَرَاعَةً

وَ هُم اِرتِعَابَاً مُشهَرَاً يَرجُو الفِدَا

في كُلِّ مَعرَكَةٍ أَتوهَا جَحفَلاً

في جَحفَلٍ مِمَّا يَشِينُ تَجَـرَّدَا

يَحدو بهِم نَصرٌ أَكيدٌ قَاهِرٌ

وَ بآيِ ذِكرِ اللهِ جَهرَاً جَوَّدَا

في رَكبــِهِم تَجِدُ اِقتِدَاراً كَامِلاً

وَ بهِم سَرِيعَاً كُلُّ شَرٍّ بَاعَدَا

فَترَى العَدَالَةَ مِثلَ فَجرٍ بَازِغٍ

وَ تَعِشْ رَخَاءً صَارَ جَمرَاً وَاقِدَا

يَا أُمَّةَ الإِسلامِ كُونِي شُعلَةً

عَنهَا العِدَا وَ كَذا الظَلامُ تَبَاعَدَا

وَ لتَسمَعِي مِنِّي كَلامَاً صَادِحَاً

قَد أَعجَبَ الأَحرَارَ أَبكَى حَامِدَا

إِنــِّي اِرتَضِيتُ مُحَقِّقَاً أَبَتَي الَّـذي

في الطَفِّ مَقتولاً بغَدرٍ قَد غَدَا

يَا آلَ أَحمَدَ سَادَتِي وَ وِسَادَتِـي

أَنتُمْ مَلاذَاً صَادِقَاً يَا سُجَّـدَا

لَكُم السَّلامُ مَعَ اِعتِقَادٍ دَائِـمٍ

يَحَيا بكُم وَ سِواهُ فَهُوَ تَجَمَّدَا.

 

إِهداء قصيدة نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا:

السَّلامُ على أَسدِ اللهِ الغَالِب، السَّلامُ عَلى عَليٍّ اِبنَ أَبي طَالِب، السَّلامُ عَلى أَسَدِ الله، السَّلامُ عَلى عَمِّيَ الحمزة، السَّلامُ على عَمِّيَ العَبَّاس، السَّلامُ على أُمِّيَ فاطمة الزهراء، السَّلامُ عَلى أَبَتِي الحُسين..

فَـ:

إِلى حَبيبِ رَبِّ العَالَمين..

إِلى الْمُصطَفى الهاشميِّ الأَمين..

إِلى خَاتِمِ الأَنبياءِ وَ الْمُرسَلين..

إِلى جَدِّيَ رسول الله مُحمَّدٍ بن عَبدِ الله الهاشميّ صَلّى اللهُ عَليه وَ آلهِ وَ سلّم.

وَ:

إِلى أَميرِ المؤمنين وَ يعسوب الدِّين..

إِلى قائِدِ الغُرِّ الْمُحَجّلين وَ رابع الخُلفاء الراشِدين..

إِلى مَولَى السَّاجِدين وَ الْمُوَحّدين..

إِلى أَبَتي السَيِّد الإِمام عَليّ بن أَبي طَالب، أَسد الله الغالِب.

وَ:

إِلى بضعَةِ حَبيبِ رَبّ العالَمين..

إِلى بنتِ خَاتِمِ الأَنبياءِ وَ المُرسَلين (مُحمَّدٍ بن عبد الله الهاشميّ)..

إِلى سَيِّدَةِ نساءِ زمَانِنا وَ زمَانِهَا..

إِلى الّتي فَاضَ على الجَميعِ حَنانُهَا..

إِلى زَوجَةِ أَميرِ المؤمنين وَ قائِدِ الغُرّ الْمُحَجّلين (الإِمام عليّ بن أَبي طالبٍ الهاشميّ)..

إِلى أُمِّ الإِمَامَين الجَليلَين السَيِّدَين الشَّرِيفين (عَمِّيَ الحَسن وَ أَبَتي الحُسين اِبنا الإِمام عَليٍّ بن أَبي طَالبٍ الهاشميّ)..

إِلى أُمِّيَ البَتول فَاطمة الزهراء عَليها أَفضل الصَّلاة وَ أَتمّ السَّلام.

وَ:

إِلى سَيِّد شَبابِ أَهِلِ الجَنَّة..

إِلى الْمُدَافِعِ عَن الْمِلَّةِ مِن دُونِ مِنَّة..

إِلى الشَاهِدِ وَ الشهيد..

إِلى الطَودِ الْمَجيد..

إِلى أَبتي السَيِّد الإِمام الحُسين بن أَمير المؤمنين وَ قائِدِ الغُرِّ الْمُحجّلين بعدَ رسولِ رَبِّ العالمين: السَيِّد الإِمام عليّ بن السَيِّد أَبي طالبٍ الهاشميّ عَليهِ وَ عَلى والدَيهِ السَّلام.

وَ:

إِلى الوَالدِ الشَفيق..

إِلى الأَخ الشَقيق..

إِلى الّذي طَالَما اِنتَظَرتُ عَودَتَهُ بعدَ غيابٍ طَويل، عَلى أَحرِّ مِنَ الجَمر؛ لَعَلِيَ أَنالُ شرَفَ لَفظِ أَنفاسِيَ الأَخيرةِ، بَينَ أَحضَانهِ الْمُفعَمَةِ بحنانِ الأُبوَّة، وَ كَفَّاهُ الطاهرتانِ تُمسِّدَانِ رأَسِيَ الّذي، مَا بارحتهُ صورتُهُ يومَاً قَطّ..

إِلى عَمِّيَ الحَبيب وَ قَائِدي النجيب: السَيِّد الإِمام المهديّ الجعفريّ الحُسينيّ العَلَويّ الفَاطميّ الهاشميّ، عَليهِ وَ على آبائِهِ الطاهرين أَفضل الصّلوات وَ أَتمّ التسليم، كَانَ اللهُ تعالى لَهُ في هذهِ السَّاعة، وَ في كُلِّ ساعة، وَليَّاً وَ حَافِظاً، وَ قَائِدَاً وَ ناصِرَاً، وَ دَليلاً وَ عَيناً، حَتَّى يُسكِنُهُ أَرضَهُ طَوعَاً، وَ يُمَتِّعَهُ فيهَا طَوِيلاً، فهَب لنا يَا كريم رأَفتَهُ وَ رحمتَهُ، وَ دُعاءَهُ وَ خَيرَهُ، وَ اَحفَظهُ مِن كُلِّ سُوءٍ وَ مَكروهٍ، برحمتِكَ يَا أَرحمَ الرّاحِمين، بجَاهِ مُحمَّدٍ وَ آلهِ الطاهِرين.

وَ:

إِلى عَمِّي الحمزة (صيَّادُ الأُسود)..

إِلى عَمِّي العبَّاس (قمرَ بَني هَاشِم)..

إِلى أَسَدِ أَسدِ اللهِ الغَالِب، أَبَتي عَليّ بن أَبي طَالِب..

إِلى جَميعِ آبائي وَ أَعمَامي الأَئمَّة الأَطهَار..

إِلى أَهلِ بَيت النبوَّةِ وَ مَعدِنِ الرِّسَالَةِ جَميعاً عَليهِمُ السَّلام، سَفينةُ النجاة؛ الّتي مَن رَكبهَا نجَا، وَ مَن تخلّف عَنها غَرِق..

أَهدِي قَصيدتي المئويَّة الرابعةِ هذهِ (نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا) بجميعِ أَبيَاتِهَا الـ (200) مَائتين؛ عَلَّها تلقَى لَدِيهِم حُسنَ القَبول، وَ يَبقَى ضَوءُهَا مُتلألئً دُونَ أُفول، وَ يَتحَقَّقُ مَا أَرجُوهُ مِنَ المأَمول، بأَسرَعِ مَا يُمكِنُني فيهِ الوصول، لأَجوَدِ النتَائِجِ وَ المحصول، بحبلِ مَحَبَّةٍ وَاصلٍ موصول، بجاهِ جَدِّيَ مُحمَّدٍ وَ أَمِّيَ البَتول، وَ الحمدُ للهِ رَبَّ العالَمين حمدَاً كَثيراً كَمَا هُوَ أَهلُهُ عَلى كُلِّ حَالٍ مِنَ الأَحوال، وَ صَلى اللهُ على نَبيِّنَا وَ قَائِدنَا الْمُصطَفى الأَمين، حَبيب رَبِّ العالَمين، وَ خاتِمِ الأَنبياءِ وَ الْمُرسَلين، مُحمَّدٍ بن عبد الله الهاشميّ سَيِّد الأَبرَار، وَ عَلى آلهِ الطَيبين الأَطهَار، وَ صَحبهِ الْمُنتَجَبينَ الأَخيَار، وَ سَلّم تسليماً كَثيراً فاقَ أَعدَادَ الليلِ وَ النَّهَار، وَ النّجومِ وَ الأَقمَار، وَ النّفوسِ وَ الأَشجَار، وَ الْهَوَامِ وَ الأَحجَار، وَ الْخُطَبِ وَ الأَشعَار، وَ النوَايَا وَ الأَفكَار، وَ الحَكَايَا وَ الأَسرَار، وَ الوقَائِعِ وَ الأَخبَار، وَ النوَازِلِ وَ الأَقدَار، مُنذُ بِدءِ الْخَلِيقَةِ حَتَّى عُقبىَ الدَار.

 

توثيق:

قصيدةٌ شعريَّةٌ عموديَّةٌ فصيحةٌ تتأَلَّفُ من (200) مائتين بيتاً، انتهيتُ من نظمها في تمام السَّاعة الـ (2) ثانية وَ الـ (39) تسع وَ ثلاثين دقيقة فجراً، بتاريخ يوم الخميس المصادف (14/ شعبان/ 1438هـ) الموافق (11/5/2017م)، وَ قَد أَسميتُها بـ (القصيدة المئويَّة الرابعة)؛ لتجاوز عدد أَبياتها المائة بيت من الشّعر؛ حيث بلغت (200) مائتين بيتاً من الشِّعر، وَ هيَ القصيدة المئويَّة الرابعة؛ بعدَ القصيدة المئويَّة الثالثة الموسومة بـ (حَذارِي أَنْ تَرَى فِيهَا اِنكِسَارَا)، وَ البالغ عدد أَبياتها: (120) مائة وَ عشرين بيتاً من الشِّعر، وَ الّتي جاءَت بعدَ القصيدة المئويَّة الثانية الموسومة بـ (وَ يَصْرُخُ بَاكِيَاً حِينَ اِعْتَلاهَا)، وَ البالغ عدد أَبياتها: (206) مائتين وَ ستَّة أَبياتٍ من الشّعر، وَ الّتي جَاءَت بعدَ القصيدة المئويَّة الأُولى الموسومة بـ (لِتُسْعَدَ في غَدٍ طَلَّتْ رُؤَاهُ)، وَ البالغ عدد أَبياتها: (114) مائة وَ أَربعة عشر بيتاً من الشّعر، مع الأخذ بعين الاعتبار: أَنّ للمؤلِّف (الأَديب السيِّد رافع آدم الهاشميّ) ناظم القصيدة الْمُشار إِليها أَعلاه، قصيدة أُخرى بعنوان: (جَاءَني سَهمُ الممَاتِ) تتألّف من (281) مائتين وَ واحدٍ وَ ثمانين بيتاً من الشّعر، وَ لمْ أَعُدَّهَا ضمنَ القصائد المئويَّة رُغمَ تجاوز عدد أَبياتها الـ (100) مائة بيت من الشعر؛ لأنــَّها مكوَّنة مِن مقاطع تتابعيَّة بلغت (14) أَربعة عشر مقطعاً، وَ لكلِّ مقطعٍ منهَا غرضه المتجزئ عن غرض المقطع الآخر، رُغم إنّ المقاطع جميعها بالوزن وَ القافية ذاتهما، وَ ليس على غِرار القصائد المئويَّة الأَربع المذكورة سلفاً؛ الّتي تأَلّفت مِن أَبياتٍ مُتسلسِلَةٍ اتصالاً من مطلع القصيدة حتَّى نهايتها وَ جميعها ذات غرض واحدٍ، فلاحِظ! عِلمَاً: إِنَّ جميعَ القصائد المئويَّة المذكورة سلفاً سواء كانت تتابعيَّة أَمْ كانت غير تتابعيَّة، هيَ من المنظومات الشّعريَّة العموديَّة الفصيحةِ، فتبصَّر!!

لقراءة قصيدة (حَذارِي أَنْ تَرَى فِيهَا اِنكِسَارَا)، انظر: بَحرُ الأَحزان (الجزء الثالث من ديوان الأَديب رافع آدم الهاشمي): ص (48 – 61)، تسلسل (6).. وَ: لقراءة قصيدة (وَ يَصْرُخُ بَاكِيَاً حِينَ اِعْتَلاهَا)، انظر: بَحرُ الأَحزان: ص (106 – 129)، تسلسل (17).. وَ: لقراءة قصيدة (لِتُسْعَدَ في غَدٍ طَلَّتْ رُؤَاهُ)، انظر: إكسير القلوب (الجزء الثاني من ديوان الأَديب رافع آدم الهاشمي): ص (257 – 267)، تسلسل (60).. وَ: لقراءة قصيدة (جَاءَني سَهمُ الممَاتِ)، انظر: إكسير القلوب: ص (109 – 148)، تسلسل (25).

 

حمّل متن هذه القصيدة:

لتحميلك متن هذه القصيدة في ملف PDF من مكتبة ألايكا الموسوعيَّة

Alaayeka Encyclopedia Library

على موقع مكتبة أرشيف العالميَّة عضو رابطة المكتبات الأمريكيَّة

اضغط على أحد الروابط التالية:

صفحة القصيدة في المكتبة ... من هنا

صورة القصيدة في المكتبة ... من هنا

رابط التحميل المباشر ... من هنا

 


ما رأيك بهذا المحتوى؟

شاركنا آراءك في التعليقات.

 

.........

أروع قصيدة في رثاء سيدنا الإمام الحسين، دالية الحسين المئوية، القصيدة المئوية الرابعة، أشعار جديدة، قصائد الشعر الفصيح، أشعار الأدب العربي، شعر و إلقاء رافع آدم الهاشمي، و المزيد في هذا المحتوى، نحرَ الْحُسينِ بكُلِّ جَورٍ قَد غَدَا، من أشعار الرثاءأجوبة ألايكا الشاملة، في دار الأشعار

.........

شكراً لوجودك هنا و اطِّلاعك على هذا المحتوى في

دار الأشعار

قصائد متنوعة في شتى مجالات الحياة

 

هل أعجبك هذا المحتوى؟ انسخ رابطه و أنشره في موقعك

رابط هذا المحتوى:


كود هذا المحتوى:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا آراءك في التعليقات

الصعود إلى أعلى الصفحة